متى يبدأ الإحرام في مناسك الحج؟

يُعدّ الإحرام في الحج الركن الأول من أركان الحج، فلا يصح الحج بدون الإحرام، ويُقصد بالإحرام الامتناع عن الأشياء والأعمال؛ التي تُسمّى محظورات الإحرام؛ كالتعطر، وقص الشعر والأظافر، ولبس المخيط، وتغطية الرأس بملاصق لها (للرجال)، ولبس النقاب والقفازين (للنساء)، والمباشرة أو الجماع، وصيد البر، وعقد النكاح، ويبدأ الحاج في إحرامه بتكبيرات الإحرام والتلبية بالنية والجهر بها قائلًا: (لبيك اللهم حجًا)، وهذا التلفظ بالنسبة للحج مثل التكبير بالنسبة للصلاة، فبالتكبير يكون الحاجّ قد دخلت في حجه، ومن ثمَّ تبدأ التلبية وتستكمل بقية أعمال الحج، وبالتالي تبدأ تكبيرات الحج والعمرة بعد ارتداء ملابس الإحرام من الميقات، وصلاة ركعتين سنة الإحرام، وتنتهي التلبية حين يَشْرَع الحاج في جمرة العقبة يوم النحر، وأقسم الله بأيام العشر في مطلع سورة الفجر تنويها بشرفها وعظم شأنها بقوله تعالى ((وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ))، كما شهد رسول الله بأنَّ العشر من ذي الحجة من أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من هذِه الأيَّامِ العشرِ فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبيرِ)).

متى يبدأ الإحرام في الحج؟

تجدر الإشارة هنا إنَّ للإحرام مواقيت مكانية يجب على الحجاج التزامها وعدم تخطيها، وكذلك مواقيت زمانية؛ فلا تستطيع الإحرام بالحج إلا في أشهر الحج فقط وهي: شهر شوال وشهر ذو القعدة وشهر ذو الحجة، أما العمرة فتستطيع الإحرام بها طوال العام، ولذلك فأول ما يبدأ به الحاج في مناسك الحج هو الاستعداد للإحرام؛ بالتنظف والاغتسال والتطيب، ثم التخلي عن لبس ما هو مخيط، والامتناع عن بقية محظورات الإحرام.

ويُردد الحجاج أثناء الإحرام وتأدية مناسك الحج تكبيرات الإحرام، ولقد وردت الكثير من الصيَغ في تكبيرات العشر من ذي الحجة، ومن تلك الصّيغ نعرض لكم ما يلي:

الصيغة الأولى قول:( اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً) وهذه الصفة ثابتة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.

الصيغة الثانية: قول:( اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ)، وهذه الصفة ثابتة عن ابن مسعود رضي الله عنه.

الصيغة الثالثة: قول:( اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ) وهذه الصفة ثابتة عن ابن عباس – رضي الله عنهما.